سلوك التلاميذ
ملخص البحث:
في ضوء النظرة العلمية إلى مفهوم التربية البدنية و الرياضية، و في إطار المسؤولية الملقاة على عاتق أساتذة التربية البدنية لتحقيق أهداف التربية بشكل عام و التربية البدنية بشكل خاص، إذ إن الأستاذ هو أهم عنصر في العملية التعليمية –بعد التلميذ-، و بقدر ما توليه الدول من اهتمام في الإعداد و التدريب و الرعاية، بقدر ما نحصل على عائد مجز من العملية التعليمية، و أي جهد أو مال أو وقت يبذل في ذلك ينظر إليه على أنه نوع من الاستثمار التربوي و التعليمي، فكلما زاد إعداد الأستاذ و تأهيله علميا و عمليا من خلال تحديث معارفه و صقل خبراته و مهاراته المهنية و اتجاهاته الإيجابية نحو مهنته زاد نتاجه و عطاؤه كما و كيفا .
حيث أن من أهم المبادئ الأساسية التي يجب أن تنطبع في شخصيته احترام الذات، الذي يعتبر ضرورة هامة تجعل الأستاذ يعرف موقعه من العملية التعليمية و التربوية و يعرف حقوقه و واجباته نحو نفسه و نحو تلاميذه في المدرسة و خارجها، كما أن احترام المهنة من احترام الذات، فعلى الأستاذ أن يكون إيمانه قويا بأنه يعمل في مهنة شريفة و مقدسة، إذ أن إيمانه القوي يركز على احترامه لنفسه و لمهنته.
زيادة على ذلك يتوجب على الأستاذ بأن ينظر إلى تلاميذه بأنهم أفراد لهم ميولهم و اهتماماتهم و رغباتهم و طموحاتهم، فاحترام الأستاذ لتلاميذه ضرورة حتمية لنجاح العملية التعليمية، و من ثم يكتسب الأستاذ علاقات طيبة مع كل ما يحيط به من أفراد الأسرة التربوية.
فلنجاح العملية التعليمية على الأستاذ ضبط سلوكيات تلاميذه من خلال توفير أسباب التشجيع و التعزيز و الرعاية على نحو يضمن انتشار و نمو السلوكيات الحسنة في شخصية التلميذ ( المتعلم )، و العمل على إزالة المشكلات السلوكية و محاولة التنبؤ بإرهاصاتها في مراحلها الأولى و تقليل أثر وقوعها أو إيقاف تطورها، بتقديم الرعاية من خلال تقديم البرامج العلاجية و الإرشادية لمساعدتهم في التغلب على السلوكيات غير المرغوبة و الحد من أثرها عليهم و إحلال البدائل الحسنة محلها، برعاية متطلبات النمو في المرحلة الثانوية (مرحلة المراهقة) و تنظيم البرنامج المدرسي لتحقيقها و طرح عدد من الأساليب لتنميتها و توجيهها الوجهة السليمة كتنظيم المنافسات بين التلاميذ لإبراز السلوك الحسن في التعامل و القدوة في الخير و تقدير دور العلم و المعلمين و الجلساء و احترام وجهات النظر.
و عليه جاءت هذه الدراسة لتطور الإشكاليات التالية:
" إلى أي مدى تؤثر شخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية في ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الناحية التعليمية و الاجتماعية و الأخلاقية و النفسية ؟"
ومن خلال هذا التساؤل العام انبثقت لنا منه التساؤلات الفرعية التالية:
• هل لشخصية الأستاذ تأثير ايجابي على ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الناحية التعليمية و الاجتماعية و الأخلاقية و النفسية ؟"
• هل لشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية أثر على ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الناحية التعليمية؟
• هل لشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية أثر على ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الناحية الاجتماعية؟
• هل لشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية أثر على ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الناحية الأخلاقية؟
• هل لشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية أثر على ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الناحية النفسية؟
و على هذا الأساس وضعت الفرضيات التالية:
أ- الفرضية العامة:
" تؤثر شخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية تأثيرا ايجابيا على ضبط سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية من الجوانب التعليمية و الاجتماعية و الأخلاقية و النفسية ".
ب- الفرضيات الفرعية:
- الفرضية الأولى: يتأثر سلوك التلاميذ من الناحية التعليمية بشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية بشكل إيجابي.
- الفرضية الثانية: يتأثر سلوك التلاميذ من الناحية الاجتماعية بشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية بشكل إيجابي.
- الفرضية الثالثة: يتأثر سلوك التلاميذ من الناحية الأخلاقية بشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية بشكل إيجابي.
- الفرضية الرابعة: يتأثر سلوك التلاميذ من الناحية النفسية بشخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية بشكل إيجابي.
- و من أجل الإجابة على هذه التساؤلات المطروحة فقد قسم البحث إلى بابين، في الباب الأول والمتعلق بالجانب النظري تناول الباحث ثلاث فصول:
الفصل الأول التربية البدنية والرياضية، أساليب التدريس الحديثة في التربية البدنية و الرياضية، أما في الفصل الثاني تناول الباحث شخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية في التعليم الثانوي، الذي بدوره تطرقنا فيه إلى تعريفات عامة عن أستاذ التربية البدنية و الرياضة، شخصيته، مهنة تدريس التربية البدنية و الرياضية، أما الفصل الثالث، فتطرقنا إلى السلوك عند تلاميذ المرحلة الثانوية، مهارة ضبط سلوك التلاميذ، أما فيما يخص الباب الثاني فيتضمن الجانب التطبيقي الذي يضم ثلاثة فصول، الفصل الأول تعرض فيه الباحث إلى منهجية البحث وما تضمنته من تحديد متغيرات البحث، وكذا الدراسة الاستطلاعية و أدوات البحث وعينة البحث كما تضمن هذا الفصل تعريف الاستبيان وفي الأخير تحديد أدوات المعالجة الإحصائية، أما الفصل الثاني فتضمن عرض وتحليل ومناقشة نتائج الاستبيان، أما الفصل الثالث فتطرقنا فيه إلى مناقشة الفرضيات، و الاستنتاجات و الخلاصة العامة للبحث و التوصيات و الاقتراحات، وأخيرا تضمنت هذه الدراسة خلاصة المراجع و المصادر والملاحق المعتمدة في البحث.
و لغرض التحقق من فروض البحث اعتمد الباحث المنهج الوصفي المسحي، حيث تمت الدراسة على عينة من أساتذة التربية البدنية و الرياضية لمختلف ثانويات ولاية مستغانم، و كذا تلاميذ ثانويات الولاية.
و لمعرفة صدق و ثبات الاستبيانين قمنا بدراسة أولية للاستبيانين حيث أسفرت النتائج أن الاستبيانين يتميزن بدرجة عالية من الصدق و الثبات و الموضوعية، و قد تكونت عينة الدراسة الأساسية من 50 أستاذ تربية بدنية و رياضية و 700 تلميذ في المرحلة الثانوية تم اختيارهم بطريقة عشوائية، حيث قمنا بتقديم لكل أستاذ تربية بدنية و رياضية تحمل استبيان المتضمن لأربعة محاور حيث يضم المحور الأول الجانب التعليمي و الحور الثاني الجانب الاجتماعي و المحور الثالث الجانب الأخلاقي و المحور الرابع الجانب النفسي. و لكل تلميذ استبيان آخر حول إلى مقياس مكون من 30 سؤال تكون الإجابة عليهم ب غالبا لها من الدرجة ثلاثة درجات، و أحيانا درجتين، نادرا لها درجة واحدة، مقسمة إلى أربعة محاور، المحور الأول الجانب التعليمي و المحور الثاني الجانب الاجتماعي و المحور الثالث الجانب الأخلاقي و المحور الرابع الجانب النفسي.
و بعدها يتم استرجاع الاستمارتين، و قد قمنا بتفريغها وفق مفتاح صحيح و معين، و بعد جمع البيانات و معالجتها إحصائيا وفق أساليب إحصائية معينة و تحليلها و مناقشتها استنتجنا أن شخصية أستاذ التربية البدنية و الرياضية تؤثر على ضبط السلوك التعليمي و الاجتماعي و الأخلاقي و النفسي لتلاميذ المرحلة الثانوية، و هذه كلها إجابات على الأسئلة المطروحة في مشكلة البحث.