لكي تكون التربية الحركية وما تتضمنه من برامج حركية سليمة, فإنها تستمد مقوماتها من العناصر التالية:
1-الطفل هو نقطة البداية والنهاية في برامج التربية الحركية, وما تعنيه هذه الطبيعة من إيجابية, ومن خصائص ونمو واتجاهات, وبخاصة جانب النمو الحركي المرتبط بالجانب النفسي. وهناك بعض المبادئ التي استقاها مفهوم التربية الحركية من علم النفس بعضها يتعلق بنمو الطفل وتعلمه, وإمكانياته وقدراته ودوافعه, والتي ينبغي الاسترشاد بها حين الإعداد والتقويم والتطوير لبرامج التربية الحركية وهي:
أ- إيجابية الطفل, وتأتي عن طريق استثاره ميوله والبدء بكل ما هو مألوف لدى الطفل في البيئة المحيطة به.
ب- أن للطفل مستوى نضج يعبر عن نفسه من استعدادات وقدرات بدنية ونفسية, وان هذه القدرات لا بد من التعرف عليها وأخذها بعين الاعتبار وتوظيفها من خلال التربية الحركية.
ج- أن معدل نمو الطفل يتسم بالشمول, فهو ينمو بدنيا وجسميا وعقليا واجتماعيا في آن واحد, وأن اختلفت معدلات النمو في كل جانب بسبب اعتبارات وراثية وبيئية.
د- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال, ويتضح ذلك بصورة واضحة من تفوق بعض الأطفال في أداء بعض المهارات الحركية المتقدمة, وتأخر البعض الآخر في ممارسة بعض المهارات الحركية الأساسية من خلال (مرحلة المعوقات) التي قد تواجه بعض الأطفال. لذا فإن شعار التربية الحركية "التربية الحركية لكل فرد لا تربية حركية للجميع". (أنظر الشكل رقم 3).
يوضح مراحل التسلسل الهرمي لتطور المهارات الحركية عند الأطفال. وهو عبارة عن خطة يمكن استخدامها لتكوين منهاج التربية الحركية، كما أنه يتصف بطابع وصفي، حيث يؤكد على الأوضاع والمراحل التي يجب أن يمر عليها أو خلالها الطفل حتى يستطيع اكتساب وممارسة الأنشطة الحركية المختلفة بكفاءة وقدرة عالية.
2-طبيعة الحركات وما تعنيه من أشكال أو حالات وما يحكمها من عوامل, وما تتطلب من قدرات وحدود وما يرتبط بها من أمور أخرى تسهل دراسة الجانب الحركي, مثل:
أ-التعرف على أجزاء الجسم, وكيفية عمل كل عضو ومراحل نموه البيولوجية.
ب- معرفة النواحي العلمية للتحليل الحركي بهدف الوصول إلى أفضل الأداء الحركي, وتجنب الحركات الزائدة.
ج- الفهم الصحيح لعمل الجسم كأساس حيوي في مجال الحركة وإمكانياته وذلك بهدف الأداء الحركي بأقل مجهود.
3-طبيعة اللياقة الحركية والصحية التي هي الهدف المباشر من التربية الحركية, وما تتضمنه هذه اللياقة من عناصر كالسرعة والتوافق والقوة والتوازن. وجميعها عناصر يحتاج لها الطفل ليس من أجل اللياقة البدنية والصحية والاستمتاع بوقت الفراغ, بل هي هامه أيضا في مساعدته على التعلم المعرفي في مجالات العلوم التربوية الأخرى كي يصبح عضوا فاعلا في مجتمعه.
4-طبيعة التربية الحركية هي في الواقع تمثل خصائص البيئة التي ينتمي إليها الطفل من عادات وتقاليد وقيم واتجاهات وهي ترتبط بالأساس الاجتماعي والثقافي للطفل