ثقافة التقويم وجودة التدريس
في التربية البدنية و الرياضية
استطاع الإنسان أن يكون لنفسه ثقافة علمية تختلف عن أقرانه ، وبالتالي استطاع من خلال فهمه لحقائق هذه الثقافة وسيطرته عليها أن حولها إلى معرفة والى تواصل الأفكار لديه . لذا فان دور الثقافة المعرفية نحو المفاهيم النظرية والمهارات التطبيقية المختلفة تكمن في أنها تنظم عملية الابتكار القياسي ، حيث أن التدريس يقوم بصياغة الثقافات وإعادة صياغتها من خلال عملية جدلية بين الاستمرار والشك ، ومن الواضح لنا أن التعليم النظامي شديد التأكيد في تحقيق انتشار الثقافة المرتبطة بكل من مدخلاته وعملياته ومخرجاته ، نظراً لأن ما يحدث من اكتساب معارف ومفاهيم ومهارات تطبيقية مختلفة يتم تعزيزه باستخدام الحصيلة التعليمية ومهاراتها المكتسبة في ارض الواقع بصورة مؤدية . ويرى أصحاب نظريات ثقافية أخرى أن جودة التعليم وتطوير مخرجاته عن طريق التقويم والقياس يشكل أداة للإمبريالية الثقافية تتدفق عبر العلاقات المتشابكة المكونة لعناصر الجودة الشاملة فيما بينها
ـ الرؤية والأهمية :
لاشك أن قضية تقويم التدريس في التربية الرياضية استحوذت على بعض المناقشات والندوات ولكنها غير مكثفة برغم أن نتائج هذه الندوات أشارت إلى أهميتها ، لذا فرؤيتنا لهذه القضية مازالت تحتاج إلى نظرة ابعد من جانب الخبراء في مجال القياس والتقويم التربوي . إذن لابد من التشخيص ووصف العلاج لهذه القضية ، حيث يكشف الجانب التشخيصي عن المجال المعرفي المتضمن في عملية التدريس مما يسهل الكشف عن طبيعتها وبيان درجات المعقولية في تفعيلها . أما وصف العلاج يكمن في أننا نحتاج إلى ثقافة تقويم ناتج التحصيل للطلاب من الناحية المنهجية حتى يمكن الحصول على جودة عالية من التدريس إذا عرفنا نقاط القوة والضعف ، ومن الناحية المعرفية يمكن تطوير جودة التدريس ابتداء من النقد وفاعلية التقويم مع استخدام أفضل أساليب الاختبارات المناسبة في استحداث أفضل السبل للارتقاء بجودة العملية التدريسية .
فالجودة في التدريس هي معايير للقياس والاعتراف والانتقال من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والتميز واعتبار الحصائل والنتائج المرضية هدفا نسعى إليه ، والانتقال من ثقافة التقويم الماضية [ المحدودة ] إلى ثقافة التقويم المساعدة في تجويد العملية التدريسية .
واستخلاصا لأهمية الرؤيا يمكن أن نعرف ثقافة التقويم إجرائيا بأنها
مصطلح يشير الى ثقافة المعرفة والخبرات والتصورات لدى القائم بالتدريس بحيث تساعده على وضع الاختبارات الموضوعية للأهداف العامة والإجرائية لمقرر دراسي معين بغرض تحقيق هذه الأهداف .
لذا فان التقويم والقياس في شكليهما العام يعتبران ثقافة عظيمة الأهمية ، تكمن أهميتها في أنها عملية منظمة بصورة منهجية لقياس مدخلات لأهداف عامة أو إجرائية لمقررات دراسية .
لقد كان التقويم مرادفا للامتحانات وكان الاعتقاد السائد أن امتحان المقال أفضل أنواع الامتحانات ، وان التقويم عملية نهائية تتم في نهاية العام الدراسي ، وان أفضل أدوات التقويم هي تلك التي تعتمد على اللغة التي تهدف إلى ثقافة المعرفة لدى الطالب .
أما ألان فان التقويم لم يعد يقتصر على جانب واحد من جوانب العملية التربوية مثل قياس تحصيل الطلاب ، بل صار يهتم بكل العوامل التي تؤثر في جودة عملية التعليم والتعلم . لذا فان هناك فرقا يكمن في المفهوم الثقافي بين كل من التقويم والقياس ، فالتقويم اعم واشمل من القياس ، حيث يعتبر القياس وسيلة من وسائله المتعددة . أما القياس فانه مع دقته لا يعطينا سوى فكرة جزئية عن الشيء الذي نريد قياسه ، حيث انه يتناول الجزيئات المادية أكثر مما يتناول الأمور المعنوية والكلية ، فهو يمكن أن يعطينا معلومات دقيقة عن الفرد من حيث الطول والوزن 000 الخ . إذن القياس يهتم بوصف الحالة والتقويم يحكم على قيمتها .
[ فمثلا إذا قلنا أن طالبا حصل على 12 ثانية في سباق عدو 100 متر فالرقم في حد ذاته لا يعنى
شيئا . ولكن إذا كانت أداه القياس صادقة وثابتة وموضوعية فان هذا يعنى أن القياس على درجة
عالية من الثقة ] .
ـ الأهداف الثقافية للتقويم :
تكمن الأهداف الثقافية للتقويم في النقاط التالية :ـ
1- ينبغي إن يكون التقويم شاملا ، اى يشمل جميع الأهداف العامة والإجرائية في عملية التدريس.
2- ينبغي أن يهتم التقويم بكل ما يؤثر في العملية التدريسية سواء كان(أهداف, تخطيط, مناهج)
3- ينبغي ان يكون التقويم مستمرا بحيث يلازم العملية التدربسية من بدايتها إلى نهايتها .
4- ينبغي أن يبنى التقويم على أساس احترام شخصية الطالب .
ـ أساليب ثقافة التقويم الرسمية :
1- التقارير الشفويـــــة .
2- الامتحانات الكتابيــــة .
3- الامتحانات العمليــــة .
4- تقارير عن المشروعـات .
5- إعداد بحوث علمية نظرية .
وقد نتساءل : متى نعطى الطلاب امتحانا رسميا ؟ الإجابة هي أن إحدى الطرق لمعرفة تقدم الطلاب هو تعرضهم لامتحان كتابي بصورة منتظمة ، هذه الامتحانات تأخذ جزءاً من زمن المحاضرة وقد تاخد نصف الوقت أو المحاضرة كلها . إن الامتحانات التي تعطى في نهاية الفصل الدراسي تدخل في هذا الإطار وتكون مزيجا من أسئلة موضوعية ، أو أسئلة المقال ، ويعطى للجميع نفس الوقت ويعملون جميعا تحت نفس الظروف ، وذلك للتعبير عما لديهم من معلومات ومهارات لحل المشكلات التي تتضمنها أسئلة الامتحان .
ـ ثقافة الامتحان كوسيلة للحصول على درجة :
إن الدرجة النهائية يجب أن تمثل أكثر من مجرد متوسط احصائى ، اى ينبغي أن تعكس تحصيل
الطلاب في الجوانب التالية : ـ
- كيف كان أداء الطلاب في الامتحانات الشفوية والكتابية والتطبيقية .
- ما القدرات والمهارات التي اكتسبها الطلاب .
- ما مدى تقدم قدرة الطلاب المعرفية والمهارية .
ويمكن الإشارة إلى أن هذه الجوانب لايمكن حدوثها إلا إذا وجدت في بيئة ذات ثقافة عالية في
فهم عملية التقويم وفى وضع أسئلة الامتحان كقياس لمحصلة العملية التدريسية ، بالإضافة إلى
ثقافة واضع الأسئلة الامتحانية بحيث تكون مرتبطة مع أهداف مقررات دراسية مرغوب تحقيقها
ـ ثقافة الامتحانات الشفوية :
على القائم بعملية الامتحان الشفوي أن يكون على قدر كبير من إدراكه بعملية الامتحان بحيث يكون السؤال مرتبطا بموضوع محدد حتى يمكن أن تختبر طلاقة الكلام عند الطالب وحسن توضيحه للمفاهيم المطلوبة منه ، بالإضافة إلى معرفة المستوى الفكري للطالب والمنطق الذي يبنى عليه تفكيره
ـ ثقافة الامتحان الكتابية [ التحريرية ]
** إن أكثر الامتحانات الكتابية استخداما هي الأشكال التالية :ـ
- امتحانات المقال .
- امتحانات الأسئلة الموضوعية .
- امتحانات مزيج من الأسئلة الموضوعية والمقال .
1- امتحانات المقال :
تستخدم في التربية الرياضية عندما يريد القائم بالتدريس أن يعطى للطالب الفرصة ليعبر عن نفسه ولينظم ويعرض حقائق ،مصطلحات ، أفكار . وتشمل هذه الاختبارات عدد من الأسئلة تبدأ بكلمات مثل[ اشرح ، اذكر ، وضح ، علل 000 ] وغالبا ما تستخدم هذه الامتحانات لتقويم ما حفظه الطالب من الكتاب المقرر دون الاهتمام ببقية الأهداف الأخرى ، ومن أمثلة ذلك مايأتى :
س1 : اشرح الفرق بين اسلوبى التدريس التبادلي والامرى ؟
س2 : اذكر أهداف أسلوب الإدخال والتضمين ؟
2- ثقافة الأسئلة الموضوعية :
تتكون الامتحانات الموضوعية من عدد كبير من الأسئلة القصيرة ، تغطى معظم أجزاء المقرر الدراسي ، والإجابة عنها محددة ، حيث انه ما على الطالب إلا أن يضع نقطة أو علامة [ صح أو خطأ ] أمام الإجابة التي تعرض عليه ولكل سؤال إجابة صحيحة واحدة .
مثال : ضع علامة أمام الإجابة الصحيحة ؟
- الغير مباشرة ( )
س1 : الأسلوب التبادلي من أساليب التدريس - المعينة ( )
- المباشرة ( )
** أنواع الاختبارات الموضوعية :
أولا: أسئلة الصواب والخطأ :
غالبا ما تستخدم في الجزء النظري الخاص بالقانون في الأنشطة الرياضية . وهى عبارة
عن عبارات قصيرة واضحة يطلب من الطالب أن يقرأ كل واحدة بإمعان ويضع أمامها علامة
[ / ] إذا كانت الإجابة صحيحة ، وعلامة [ × ] إذا كانت الإجابة خاطئة .
وهذا النوع من الاختبارات يهدف إلى تنمية قدرة الطالب على الفهم الناقد والتفكير الدقيق والتمييز بين الصواب والخطأ 00 ويجب ملاحظة التالي : ـ
1- ألا تتضمن العبارة أكثر من معنى واحد
2- ألا توضع العبارة في صورة النفي أو نفى النفي .
3- أن تصاغ العبارة بلغة سهلة وبطريقة مفهومة .
4- أن توزع العبارات الصحيحة والخاطئة في الاختبار بطريقة عشوائية .
ثانياً : أسئلة الاختيار من متعدد :
يعرض فيها القائم بالتدريس على الطلاب عدد من الإجابات المحتملة حول مشكلة ما أو فكرة
ويطلب منهم اختيار الإجابات الصحيحة من بين الإجابات المقدمة لهم .
ومن أمثلة ذلك :
س1 : من أساليب التدريس المباشرة المستخدمة في تدريس التربية الرياضية أسلوب0000
1- حل المشكلات
2- تصميم المتعلم
3- التبـــادلي
4- التعـلم الذاتي
5- الاكتشاف الموجه
ثالثاً : أسئلة التكميل :
يعرض فيها واضع الأسئلة كلمة ناقصة أو رقما أو سنة أو وزن أو مسافة 000الخ . والهدف هو اختبار قدرة الطالب على التذكر .
** ومن أمثلة ذلك :
س1 : أكمل العبارات التالية :
1- عرض حارة الوثب الطويل 000000 متر
2- طول حمام السباحة للمسابقات الدولية يتراوح مابين 0000 الى0000 متر
3- الدورة الاولمبية الرابعة في لندن نظمت عام 0000000
5- انواع البدء المنخفض في مسابقات الميدان والمضمار هى0000 و0000 و0000
رابعاً : أسئلة المقابلة :
وفيها يقدم واضع الأسئلة إلى الطالب قائمتان تتضمن القائمة (أ) وتحتوى على عدد من الأسماء أو الموضوعات ، وتتضمن القائمة ( ب) وتحتوى على إجابات لها ولكن بترتيب مختلف ،
ويطلب من الممتحن أن يصل سؤال من القائمة (أ) بالإجابة المناسبة من القائمة (ب) .
** ومن أمثلة ذلك :
س1- صل من المجموعة (أ) ما يناسبها من المجموعة (ب) فيما يلي :
مجموعة (أ) مجموعة ( ب )
1- أسلوب التدريبي 1- من مسابقات الميدان والمضمار
2- السرعة 2- من الأساليب المباشرة
3- الكمبيوتر 3- وسيط تــــدريبي
4- مكون لياقـــــة
5- وسيط تعــــليمي
** يراعى في هذه الأسئلة أن تدور العبارات في كل سؤال حول موضوع واحد وان يكون عدد
وحدات المجموعة الثانية (ب) أكثر من عدد وحدات المجموعة الأولى ( أ ) وألا ترتبط اى
عبارة من عبارات المجموعة الأولى ( أ ) بأكثر من واحدة من مفردات المجموعة الثانية (ب)
** للقيام بعملية ربط ثقافة القياس والتقويم بجودة التدريس داخل قاعة المحاضرات يجب معرفة أنماط الأسئلة التي يوجهها عضو هيئة التدريس للطلاب .
** أنماط أسئلة المحاضرة :
- تنقسم أسئلة قياس المستوى داخل قاعات المحاضرات إلى نوعين رئيسيين هما : ـ
1- نمط لأسئلة تدريسية .
2- نمط لأسئلة اختبارية تقييمية .
- فالنمط من النوع الأول يهتم بعملية تعليم الطلاب ومحاولة إحداث كم من المعارف وتنمية القدرات والمهارات من خلال توجيه الأسئلة ويستجيب لها الطلاب .
- أما النمط الثاني يتركز في نهاية التدريس وللتحقق من فاعلية التدريس ، وذلك بالتأكد من توافر المعلومات والمهارات الجديدة عند الطلاب .
بالتصرف عن ؛ ا.د مصطفى السايح محمد
أ
[justify]