تعتبر الرياضية وسيلة من وسائل الترويح عن النفس قديماً وحديثاً. ولكن عندما تحولت هذه الوسيلة إلى غاية من الغايات التي يتنافس عليها الأفراد وبعض المجتمعات أدت إلى شيوع بعض الإفرازات السيئة بحكم التنافس الخارج عن أطر الآداب والأعراف التي بين الناس، ومن تلك الإفرازات ظاهرة العنف الرياضي التي أدت إلى اهلاك الكثير من الأرواح وانتشار العصبيات المقيتة بين متابعي الرياضة بمختلف أشكالها و انواعها
ظاهرة العنف في الرياضية ظاهرة إجتماعية معقدة تدخل فيها عدة متغيرات . هذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياضة . لكن الجديد هو تعدد مظاهر العنف وأشكاله في مختلف الرياضات .
فالعنف مزيج من السلوك العدواني مرتبط بمجموعة من المناصرين المتأثرين بظروف شخصية وإعلامية واجتماعية و عدة ظروف أخرى
لكن:
ما هي أسباب ودوافع ظاهرة العنف في الرياضة ؟ وما هي الآثار الناتجة عن هذا العنف؟ و ما هي الحلول المناسبة لتخفيف من حدة العنف ؟
ان تواجد العنف في المجال الرياضي يؤدي إلى نتائج وخيمة سواء بالنسبة للفرد والمجتمع ككل نوضحها كالاتي ؛
الاخلال بالأمن العام وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة
إصابات خطيرة تؤدي إلى حد الإعاقة أو الموت
إتلاف المنشآت الرياضية
ظهور التفرقة بين أبناء شباب الوطن الواحد بسبب مفاهيم مرتبطة بالجهوية
غياب روح التسامح والقيم السامية
إذن من جملة الأسباب الدافعة والمغذية لظاهرة العنف في الرياضة نجد
انتشار ظاهرة العنف في المجتمع بصفة عامة .حيث نجد العنف في الوسط العائلي والمدرسي ومن خلالهما يكتسب الفرد تنشئته الإجتماعية .وثقافته واخلاقة وتعاليمه
عدم وعي الشباب بأهمية الرياضة .كونها لعبة فيها الرابح
غياب أو ضعف الأمن داخل المنشئات الرياضية مثل كاميرات المراقبة والتفتيش أو
التعبئة و الشحن الإعلامي السلبي للجماهير
التعصب والانجراف العاطفي والحماس الزائد
تصريحات التحدي والوعود من قبل الإداريين.والطاقم الفني أو المدربين أو حتى اللاعبين بكسب نقاط المباراة
استفزاز المشجعين من قبل بعض اللاعبين
قلة الإمكانيات المادية التي يعاني منها اللاعب .مما ينعكس على مردوده الرياضيالآثار الناجمة عن ممارسة العنف في الملاعب الرياضية
ضعف الوعي الجماهيري بمفهوم المنافسة الرياضية
رؤساء واعضاء الاندية يعتبرون النادي وسيلة أساسية من وسائل تحقيق الذات وتبوؤ ومراكز اجتماعية مرموقة لذلك فإنهم يلجأون إلى الوسائل المشروعة وغير المشروعة من اجل تحقيق الإنتصارات وكسب القاعدة الرياضية
الشباب الذين يأتون من الطبقة الإجتماعية الكادحة يجدون في ظاهرة العنف في كرة القدم طريقهم لتحقيق رغباتهم وذلك من اجل إثبات وجودهم وذاتيتهم.
الحلول المقترحة لتقليص ظاهرة العنف في الرياضة
الوقاية أولا، تليها العقوبات الرياضية، وأخيرا العقوبات الجزائيةا
يكمن تقليص حجم ظاهرة عنف الملاعب بواسطة السيطرة والتحكم في أسبابها وفي هذا الصدد نقترح ما يلي ؛
تعزيز وتكثيف عدد أفراد الأمن داخل المنشئات الرياضية
تدريب أفراد الأمن ورفع قدراتهم في السيطرة والتعامل مع أحداث العنف الفردية والجماعية بشكل سريع ومباشر
تخفيف حدة الخطاب الإعلامي والابتعاد عن تأجيج الجماهير الرياضية
تطبيق الأنظمة والعقوبات على الإداريين والأجهزة الفنية واللاعبين الذين يصدر منهم سلوك عدواني أو استفزازي تجاه الآخرين
زيادة نقاط الرقابة التي تراقب جميع أركان المدرجات
تعريف المشجعين بالأنظمة والعقوبات المترتبة على مخالفتها لتكون أمام الجمهور بخط واضح على تذاكر الدخول
تثقيف الأفراد والجماهير إعلاميا بطرق التعبير السلمية في حالة الفوز أو الخسارة
تحديد عناصر من رابطة المشجعين وتدريبهم في تنظيم عملية التشجيع الرياضي
رفع مستوى كفاءة التحكيم الرياضي.والصرامة في تطبيق القوانين على الحكام الذين ينحازون
نشر ثقافة الروح الرياضية .التسامح والمصافحة قبل وبعد نهاية المباراة
تخصيص جوائز قيمة ومغرية لأحسن المناصرين خلال كل موسم كروي
إعداد برامج فاعله وأنشطة مؤثرة عن الروح الرياضية سواء في الصحف المحلية أو في الاذاعة او عبر التلفزيون
غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية قولا وتطبيقيا
إقامة ندوات ومحاضرات خاصة تتناول أهمية الرياضية و تنمية الروح الرياضية لدى المشجعين
نشر الثقافة والوعي الرياضي وإنشاء المزيد من المنشآت الرياضية في مختلف المناطق بالإضافة إلى زيادة الإنفاق الحكومي على الأنشطة الشبابية والرياضية
انشاء جمعيات المعجبين و الانصار للتوعية و التحسيس
ويكفي ان نرى أرقام أحداث العنف في الرياضة في تزايد مستمر وندرك ان ما يحدث من شغب أو عنف في الحقيقة يعد مؤشر خطير على امن واستقرار الرياضة وتطورها ، لذا نرى ان الجميع من دون استثناء مطالب بالعمل لتقليص هذه الظاهرة سواء كانت مؤسسات حكومية أو جمعيات، أو أفراد