النشاط البدني الترويحي والترفيهي
بحـــــث حــــــول:
النشاط البدني الرياضي الترويحي ا لترفيهي
خطـــــة البحـــث:
المدخــــل العام:
1- مقدمة.
2- مشكلة البحث.
3- التساؤلات الفرعية.
4- الفرضيات.
5- تحديد المفاهيم و المصطلحات.
الفصـــل الأول: النشاط البدني الرياضي .
1 - النشاط البدني الرياضي.
1-1- تعريف النشاط البدني الرياضي.
1-2- أهداف النشاط البدني الرياضي.
1-3- الأسس العلمية للنشاط البدني الرياضي.
الفصـــل الثاني: النشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1 - النشاط البدني الرياضي الترفيهي و الترويحي:
1-1- معنى الترويح و الترفيه.
1-2- ماهية الترويح و الترفيه.
1-3- مفهوم الترفيه و الترويح عند بعض العلماء و الباحثين.
1-4- مفهوم النشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1-5- أغراض النشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1-6- خصائص النشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1-7- أهداف النشاط البدني الرياضي الترفيهي .
الفصـــل الثالث: بعض المقاربات للأنشطة البدنية الرياضية الترفيهية.
1 - بعض المقاربات للأنشطة البدنية الرياضية الترفيهية:
1-1- المقاربة التقنية للنشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1-2- المقاربة الاجتماعية للنشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1-3- المقاربة البدنية الفسيولوجية للنشاط البدني الرياضي الترفيهي.
1-4- المقاربة التربوية للأنشطة البدنية الترفيهية.
1-5- المقاربة الاقتصادية للأنشطة البدنية الترفيهية.
خــــــاتمة.
خـــــلاصة
المدخل العام
1-المقدمة:
إن الحاجة للترفيه عن النفس حاجة إنسانية و لها أهميتها، و عادة ما نجد أننا نضع الترفيه والنشاط الترفيهي في مكان جانبي من حياتنا و لا نعطيه من الأهمية شيء، ويتوقف ذلك على الوعي الترفيهي عند الفرد، وان يدرك مدى أهميته بالنسبة له وللمجتمع. فالترفيه مظهر من مظاهر النشاط الإنساني يتميز بالصحة و الاتزان و الصحة هنا بمعناها الواسع الذي يشمل الصحة الجسمانية و العقلية و العاطفية و ليس فقط خلو الفرد من الضعف والمرض فالنشاط البدني الترفيهي يهدف إلى السعادة التي ينشدها كل فرد مهما اختلف الجنس و اللون و العقيدة، و السعادة نتيجة جانبية لحياة تتسم بالاتزان والترفيه له مكانة مميزة في جعل الحياة المتزنة بين العمل و الراحة فتكتمل الحياة في معناها و تزداد في رونقها بالترفيه و الترويح و تصبح أكثر إشراقا و أكثر بهجة.
و قد وجد الإنسان على مرّ الزمان طريقة للتعبير عن نفسه في شكل من الأشكال الترفيهية، فمهما اختلف الزمان و المكان فان طبيعة الإنسان البشرية و احتياجات البشر واحدة لا يميزها اللون أو الجنس أو العقيدة و هناك نزعة طبيعية للإنسان ليمارس أنشطة يعبر فيها عن نفسه و أفكاره، و اتجاهاته و آرائه من خلال ما نسميه بالأنشطة الترفيهية والترويحية، ومن خلال النشاط الترفيهي يعبر الفرد عن مشاعره و أحاسيسه و ينمي ملكاته و يبتكر ويتفهم. و ينتج و تنطلق طاقاته و تظهر مواهبه و تنمو معلوماته و تتأثر اتجاهاته ويتغير ويتطور سلوكه في اتجاه طيب و هذا في ذاته هدف التربية الترويحية والترفيهية.
2-مشكلة البحث:
يعتبر النشاط البدني الترفيهي احد أهم النشاطات الترفيهية و الترويحية لما له من نتائج ايجابية على حياة الفرد العلمية و العملية فهو يساعده في إعادة بعثه لطاقاته وتجديدها لمواكبة الأعمال الشاقة و الابتعاد عن الروتين اليومي للعمل و المدرسة كما انه يساهم بشكل كبير في تقويم سلوكيات الأفراد و انخراطهم في جماعات مما يسهل العمل ويعطي أكثر حيوية و بالتالي المردودية و الإنتاجية تكون في أعلى مستوياتها.
إن مساهمة النشاط البدني الترفيهي في حياة الإفراد في مختلف الميادين يؤهله لأن يكون أحد أهم الأنشطة أو الاختصاصات التي تعنى بالفرد و المجتمع و من هنا يمكننا أن نستخلص أن النشاط البدني الرياضي الترفيهي هو اختصاص من اختصاصات التربية البدنية و الرياضية مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي:هل النشاط البدني الرياضي الترفيهي يساهم في بناء المكانة العلمية للتربية البدنية
والرياضية ضمن العلوم الإنسانية و الاجتماعية؟
3- التساؤلات الفرعية:
1- هل يساهم النشاط البدني الرياضي الترفيهي في تحديد موضوع البحث في التربية البدنية و الرياضية؟
2- هل النشاط البدني الرياضي الترفيهي يساهم في وضع المناهج و الطرق العلمية للتربية البدنية و الرياضية؟
3-هل يعتبر النشاط البدني الرياضي الترفيهي مساهما في وضع معارف خاصة بالتربية البدنية والرياضية؟
4- الفرضيات:
الفرضية العامة:
النشاط البدني الترفيهي يساهم في بناء المكانة العلمية للتربية البدنية و الرياضية ضمن العلوم الإنسانية و الاجتماعية.
الفرضيات الجزئية:
1- يساهم النشاط البدني الرياضي الترفيهي في تحديد موضوع البحث في التربية البدنية و الرياضية.
2- يساهم النشاط البدني الرياضي الترفيهي في وضع المناهج و الطرق العلمية للتربية البدنية و الرياضية.
3- يعتبر النشاط البدني الرياضي الترفيهي مساهما في وضع معارف علمية خاصة بالتربية البدنية و الرياضية.
5- تحديد المفاهيم و المصطلحات:
النشاط البدني: و هو عبارة عن أعمال و حركات جسمية أو عقلية فكرية تكون منتظمة وتخدم هدفا ما.
الرياضة: هي مجموعة من التمرينات البدنية على شكل فردي أو جماعي و تصنف في الأنشطة التنافسية باحترام بعض القوانين.
الترفيه: بمعنى يرفه عن نفسه أي يخلق جوا من المرح و اللعب و تحقيق الغبطة والسرور المادي و الروحي.
الترويح: هي كلمة تعني التجديد و الابتكار حيث أنها تفوق مفهوم اللعب في نظريات وتفسيرات مختلفة و هي تعني الجانب الروحي و المادي.
التربية البدنية و الرياضية: هي تنمية البدن و التصورات و تصميم الألعاب الفردية والجماعية و الأولوية من هذا المنظور تعطى للبدن.
العلم: هو مجموعة من المعارف العلمية المختلفة.
المعرفة العلمية: هي مجموعة من الطرق و الوسائل و الإجراءات و الإمكانات التي تبحث عن الحقيقة.
العلوم الإنسانية و الاجتماعية: هي مختلف العلوم التي تختص بدراسة الإنسان كمادة علمية من جوانبها البدنية و الروحية و المعاملاتية.
الفصل الأول:
النشاط البدني الرياضي
1-النشاط البدني الرياضي:
1-1-تعريف النشاط البدني الرياضي:
يرجع ظهور الأنشطة البدنية و الرياضية إلى العصر الحديث بالمدرسة و كان مفهومها الأول يعرف بالتدريب الرياضي حيث كان التركيز في الأول على الصحة والصيانة. والمقاييس الجسمية و اللياقة البدنية و النمو البدني و كانت الأنشطة السائدة: الجمباز،التدريبات البدنية، و التدريب بالأثقال، المصارعة، و عند دخول هذه النشاطات باب المدرسة أصبح يلعب دورا كبيرا في إعداد الفرد لتزويده بمهارات واسعة و خبرات كثيرة تسمح له بالتكيف مع مجتمعه كما نجد أن النشاط البدني و الرياضي قد تجاوز حدود البدن ليشمل آفاق الفكر و الإدراك و المشاعر و الإحساسات و الانفعالات و الدوافع و هو ما يبين صورة أوضح أن النشاط خرج عن نطاق العضلات و الجري كما يعرف به، كما اعتبر علم النفس من خلال نظرياته من احد الركائز الأساسية للنشاط البدني الرياضي، أي تربية الجسم أصبحت تجري عن طريق النشاط الحركي و يعرف "فيري Firy " بان النشاط البدني الرياضي هو جزء من التربية العامة حيث يشمل الدوافع و النشاطات الطبيعية الموجودة في كل تخصص للتنمية من الناحية العضوية و التوافقية الانفعالية. أما "مونتينيي Montinyi " يرى أن ما نربيه ليس البدن و الجسد هو النفس بل هو الإنسان.
1-2- أهداف النشاط البدني الرياضي:
نستطيع أن نلخص أهداف النشاط البدني الرياضي كما يلي:
1-2-1- الأهداف العامة:
1-2-1-1- الصحة: تساعد النشاط البدني الرياضي بقدر كبير في تنمية الوظائف الكبرى وتناسقها و تحفيز النمو و جعل الفرد ميالا للنمو و العمل و النشاط و بالتالي التكيف مع الوسط الطبيعي.
1-2-1-2-النمو الحركي: للنشاط البدني الرياضي في هذا المجال دور فعال حيث يساعد الفرد على تنمية الوعي بجسمه و العلاقة بين الزمان و المكان و الإيقاع.
1-2-1-3- التنشئة الاجتماعية: النشاط البدني الرياضي يساعد الفرد على تفهم القواعد الاجتماعية و روح المسؤولية و الوعي بالمجموعة و تحسين العلاقات بين الآخرين وخاصة مساعده الطفل من الخروج من دائرة النرجسية و التمركز حول الذات لربط العلاقة مع الآخرين.
1-2-1-4- الهدف العلاجي: يساعد النشاط البدني الرياضي على إخراج الطاقة الزائدة والعدوانية خاصة في سن المراهقة حتى يشعر الفرد بالتوازن بين الجانبين النفسي والبدني فبالتالي يساهم في القضاء على بعض الأمراض النفسية و حتى البدنية و القوامية من خلال ممارسة النشاط البدني الرياضي.
1-2-2- الأهداف الخاصة: تندرج الأهداف الخاصة فيما يلي:
1-2-2-1- من الناحية البدنية: تطوير الصفات البدنية المختلفة كالقوة ، التحمل، السرعة، المرونة، المداومة.
1-2-2-2- من الناحية العقلية: بواسطة الممارسة المستمرة للنشاط البدني تبنى الشخصية الناضجة و السوية و من ثم ينمو الميول و الدوافع نحو ممارسة النشاط البدني الرياضي، يتم تدعيم الصفات و السمات الإرادية مع استثمار الطاقة الزائدة للفرد. الشعور و التعبير عن الانفعالات الداخلية.
1-2-2-3- من الناحية الاجتماعية: اندماج الفرد في المجتمع و تعلمه التعاون و الثقة بالنفس و تعلم التوافق مع ما هو فردي و ما هو اجتماعي، و احترام الأنظمة و المعتقدات و القوانين الاجتماعية و اكتساب القدرة على تطبيع السلوك الاجتماعي.
1-2-2-4- من الناحية التنفسية الحركية: بمعنى مراعاة مراحل النمو في كل مرحلة من مراحل التدريس مع مراعاة الفوارق الفردية في اختيار التمارين، مراعاة القدرات في كل مرحلة سنية، القدرات البدنية، الاستيعاب، الشدة، الحمل.
1-3- الأسس العلمية للنشاط البدني الرياضي:
1-3-1- الأسس البيولوجية: و المقصود بها طبيعة عمل العضلات أثناء النشاط البدني الرياضي إضافة إلى مختلف الأجهزة الأخرى التي تزود الجسم الطاقة كالجهاز الدوري التنفسي و الدموي.
1-3-2- الأسس النفسية: هي كل الصفات الخلقية و المعرفية و الإدراكية لشخص الفرد ودوافعه و انفعالاته و هي تساعد على تحليل أهم نواحي النشاط الرياضي من خلال السلوك بالإضافة إلى مساعدة المربي في الإعداد الجيد و المناسب لطرق التعلم الحركي، و إضافة إلى الأسس التنفسية لابد أن نشير إلى الأسس اللاشعورية و نقصد بها الجهاز النفسي حسب التحليل النفسي الذي يتكون من ثلاثة أقطاب و هم: الأنا و الأنا الأعلى والهو ، الأنا و هو الرقيب و هو الذات و هو الشخصية، الهو: و يمثل الملذات والشهوات و الطاقات الجنسية، الأنا الأعلى: المثل العليا للمجتمع، الأخلاق و الدين.
1-3-3- الأسس الاجتماعية: يقصد بالأسس الاجتماعية التعاون و التآزر و الاهتمام بأداء الآخرين، فلقد أثبتت البحوث أن النشاط البدني الرياضي ينمي لدى الطفل حب التعاون والانسجام في جماعة الأطفال أو الأقران، و تثبت تجارب حديثة على رأسها Siple في ألمانيا أن التمرينات الحركية التي تسبق العمل الفكري تؤدي إلى تحسينه غالبا و زيادة نشاطه، هناك كذلك بحوث أخرى أجريت في ألمانيا من طرف عدد من الباحثين و على رأسهم " فون شلاقن Schlagen" تبين أن التدريب على التعب ينمي القدرة على الصبر وهذا عنصر يضاف إلى الشخصية من خلال التمرينات مع الجماعة لان التمرينات مع الجماعة تستلزم النظام و التنسيق للحركات و من ثم فان التنسيق الذي تسيره غريزة التقليد التي هي عامل هام من عوامل اندماج الطفل في المجتمع ، و أخيرا هناك عنصر إضافي للنشاط البدني الرياضي تتعلق بالمنافسة لان المنافسة تعلم الطفل و المراهق كيفية السيطرة على الذات و التعامل مع المراهق
الفصل الثاني:
النشاط البدني الرياضي الترفيهي
1-النشاط البدني الرياضي الترفيهي و الترويحي:
1-1- معنى الترويح و الترفيه: Recréation
إن كلمة الترويح و الترفيه هي كلمة انجليزية تعني التجديد و الخلق و الابتكار وهناك نظريات و تفسيرات لها إذ أنها تفوق في مفهومها اصطلاح " اللعب" و يفسر الترويح والترفيه على انه رد فعل عاطفي أو حالة نفسية و شعور يحسه الفرد قبل و أثناء ممارسته لنشاط ما سلبيا أو ايجابيا هادفا، و يتم أثناء وقت الفراغ و أن يكون الفرد مدفوعا برغبة شخصية و يتصف بحرية الاختيار و غرضه في ذاته أي أن الترويح والترفيه أكثر من نشاط، فالنشاط ليس غاية في حد ذاته، أما الغاية فهي ذلك التغيير في الحالة الانفعالية والعاطفية و الإحساس بالغبطة و السعادة التي تعمل على شحن البطارية البشرية لمواجهة الحياة بما فيها من تعقيد.
1-2- ماهية الترويح و الترفيه:
الترفيه و الترويح هو طريقة حياة و أسلوب معيشة يتميز بأنه يحوي نشاطا. قد يكون نشاطا عنيفا كما في الرياضات و الألعاب العنيفة أو نشاطا هادئا كما في قراءة كتاب أو سماع موسيقى، و يتعدد النشاط الترفيهي و الترويحي بتعدد اهتمامات الأفراد. ماهو متذوق لفرد ما غير متذوق للآخر بل إن ما يعتبره الفرد نشاطا ترويحيا و ترفيهيا في وقت ما لا يكون كذلك في وقت آخر إذ اخل منه التجديد، و لم يشعر الفرد بذلك الشعور الذي يتصف بالسعادة، والمميز في النشاطات الترفيهية و الترويحية و بالتالي لا تصبح ممارسة نشاط ما، نشاطا ترويحيا بل عادة و نتيجة لذلك بنقل الفرد إلى ممارسة نشاط آخر يوفر التجديد والشعور بالسعادة و يحتم ذلك أن يكون الفرد ملما بنشاطات ترويحية و ترفيهية عديدة لتحقيق سمة التجديد. (1)
1-3- مفهوم الترويح و الترفيه عند بعض الباحثين:إن مصطلح الترويح Recréation يعني إعادة الخلق إذ أن المقطع الأول من المصطلح Re يعني إعادة بينما الجزء الثاني منه يعني الخلق، و يفهم أيضا من مصطلح الترويح على انه التجديد أو الإنعاش كحصائل out comes لممارسة مناشطه.
- ويرى " رومني Romney " أن الترويح هو نشاط و مشاعر و رد فعل عاطفي، و انه سلوك و طريقة لتفهم الحياة.
- بينما يوضح " ناش Nash " أن وقت الفراغ هو تلك الأوجه من النشاط. التي تجلب للفرد السعادة، و تتيح له الفرصة للتعبير عن الذات و تتفق و دوافع الفرد و تتوافر فيها حرية الاختيار.
- و يشير "دي جرازيا De Grazzia " إلى الترويح بأنه النشاط الذي يسهم في توفير الراحة للفرد من عناء العمل و يوفر له سبيل استعادة حيويته.
- بينما يرى " كراوس" أن الترويح ( KRAUS ) هو تلك الأوجه من النشاط أو الخبرات التي تنتج عن وقت الفراغ، و التي يتم اختيارها وفقا لإدارة الفرد، و ذلك بفرض تحقيق السرور و المتعة لذاته، و اكتسابه للعديد من القيم الشخصية و الاجتماعية.
- في حين يؤكد "برايتبل Brightbill " على أن الترويح يعد أسلوب للحياة و انه يعمل على تنمية الفرد الممارس لأوجه مناشطه في وقت الفراغ.
- و كذلك يرى كل من "جراي Gray " و " جريبن Greben " أن الترويح يعد حالة انفعالية تنتاب الفرد نتيجة لإحساسه بالوجود الطيب في الحياة بالرضا، و أن الترويح يتصف بالمشاعر المرتبطة بالإجادة، الانجاز، الانتعاش، القبول، النجاح، القيمة الذاتية، السرور، التدعيم الايجابي لصورة الذات Self image كما انه يعد من المناشط المرتبطة بوقت الفراغ و المقبولة اجتماعيا.
- و يوضح كل من " كارسلون Carslon " " ماكلين Marclean " " ديب Deppe" "بيترسون Peterson" أن الترويح هو نشاط و حالة وجدانية و نمط اجتماعي منظم ، أو انه أسلوب لاستعادة حيوية و قوى الفرد للعمل، أو انه الاختيار الإرادي للخبرة في وقت الفراغ.(1)
- و لان الترويح في حياة الإنسان و في حياة المجتمعات، ينادي " جو دوي John Dewey" بضرورة استبدال مصطلح "الترويح" بمصطلح "التربية الترويحية" حيث أن الخبرات المتمثلة في المناشط الترويحية تعد خبرات تربوية و أن تلك المناشط تعد من أهم مظاهر الحياة الإنسانية في العصر الحديث.
- و كذلك يرى " تشارلز بيوتشر Charles Bucher " أن الترويح هو الارتباط الجاد بأوجه النشاط التي يمارسها الفرد في أوقات الفراغ و التي يكون من نواتجها الاسترخاء والرضا النفسي. (2)
1-4- مفهوم النشاط البدني الرياضي الترفيهي:
النشاط البدني الرياضي الترفيهي في مفهومه الخاص هو تلك الألعاب أو الرياضات التي تمارس في أوقات الفراغ و الخالية من المنافسة الشديدة أو بمعنى آخر هي الرياضات التي تمارس خارج الإطار الفيدرالي و التنظيمي فالنشاط البدني الرياضي
الترفيهي يمثل وسيلة من وسائل شغل أوقات الفراغ و لهذه الأسباب نرى أن النشاط البدني الرياضي يحتل مكانة هامة في حياة الشعوب و خاصة المتطورة منها، و هو نشاط بدني رياضي مبني على مبدأ المتعة و المتضمن فلسفة الحياة و هي فلسفة Heros في فرنسا، الغرب مثل هناك نوعين من النشاط: النشاط الرياضي الترفيهي الفدرالي التابع للرأسمالية أما الثاني فهو النشاط البدني الرياضي الترفيهي التابع للمتعة و اللذة و تحقيق السعادة و السرور أي الغبطة بأقصى درجاتها.
1-5-أغراض النشاط البدني الرياضي الترفيهي:
إن احتياج الفرد للترويح يجعله يبحث يوما بعد يوم عن الحياة الغنية بالمعاني والبهجة و السعادة، حياة تتسم بالاتزان بين العمل و الترويح و لذلك فان فلسفة الترويح كأحد مظاهر الحياة اليومية من تعبير طبيعي تلقائي لبعض اهتمامات و احتياجات الفرد تتغير، بل تتعدل من خلال الممارسة، و يمكن أن تلخص أغراض الترويح تبعا للاهتمامات و الرغبات التي يمكن اعتبارها دوافع لممارسة الأنشطة الترويحية و تتمثل في:
1-5-1- غرض حركي:
إن الدافع للحركة و النشاط يعتبر دافعا أساسيا لجميع الأفراد و يزداد في الأهمية لدى الصغار و الشباب، والغرض الحركي أساس النشاط البدني في البرنامج الترويحي.
1-5-2- غرض الاتصال بالآخرين:
تعتبر سمة محاولة الاتصال بالآخرين من خلال استخدام الكلمة المكتوبة أو المنطوقة هي سمة يتميز بها كل البشر، فالنشاط البدني الرياضي الترفيهي يشبع الرغبة في الاتصال بالآخرين و تبادل الآراء و الأفكار.
1-5-3- غرض تعليمي:
عادة ما تدفع الرغبة في المعرفة إلى التعرف على كل ماهو في دائرة اهتمام الفرد، و عادة ما يبحث الفرد عن اهتمامات جديدة تمهد للفرد معرفة ما يجهله . (1)
1-5-4- غرض ابتكاري فني:
تنعكس الرغبة في الابتكار و الإبداع الفني على الأحاسيس و العواطف والانفعالات، وكذلك تعتمد الرغبة لابتكار الجمال تبعا لما يتذوقه الفرد، وما يعتبره الفرد خبرة جمالية من حيث الشكل و اللون و كذلك الصوت أو الحركة.
هذه الأنشطة التي يعبر الفرد من خلالها عن أحاسيسه و مشاعره و يستكشف إمكاناته ويلصقها و يحاول أثناءها نقل هذه المشاعر و الأحاسيس و الأفكار إلى الآخرين.
1-5-5- غرض اجتماعي:
إن الرغبة في أن يكون الفرد مع الآخرين من أقوي الرغبات الإنسانية، فالإنسان اجتماعي بطبعه، وهناك جزء ليس بالقليل من النشاط البدني المنظم أو الغير المنظم يعتمد أساسا على تحقيق الحاجة إلى الانتماء. (1)
1-6- خصائص النشاط البدني الرياضي الترفيهي:
1-6-1- الهادفية: بمعنى أن النشاط البدني الرياضي الترفيهي يعد نشاطا هادفا و بناءا، إذ يسهم في تنمية المهارات و القيم و الاتجاهات التربوية و المعرفة لدى الفرد الممارس لمناشطه و من ثم فان الترويح يسهم في تنمية و تطوير شخصية الفرد .
1-6-2- الدافعية: بمعنى أن الإقبال و الارتباط بمناشطه و يتم وفقا لرغبة الفرد و يدافع عن ذاته للمشاركة في مناشطه و من ثم تكون المشاركة إرادية .
1-6-3- الاختيارية: بمعنى أن الفرد يختار نوع النشاط الذي يفضله عن غيره من المناشط الترويحية الأخرى للمشاركة فيه، و ذلك يسمع بان يقوم الفرد باختبار مناشط الترويح الرياضي أو الترويح الخلوي أو الترويح الاجتماعي أو الترويح الثقافي أو الترويح الفني أو الترويح التجاري أو الترويح العلاجي، كما يسمح باختيار احد أنواع تلك المناشط المختلفة.
1-6-4- يتم في وقت الفراغ: و ذلك يعني أن النشاط البدني الترفيهي أهم المناشط التربوية والاجتماعية لاستثمار أوقات الفراغ التي يكون الفرد خلالها متحررا من ارتباط العمل أو من أية التزامات أو واجبات أخرى.
1-6-5- حالة سارة: و هذا يفيد أن النشاط البدني الترويحي يجلب السرور و المرح إلى نفوس المشاركين فيها و بذلك يكونوا في حالة سارة أثناء مشاركتهم فيه.
1-6-6- التوازن النفسي: و ذلك يعني أن المشاركة في النشاط البدني الترويحي تؤدي إلى تحقيق الاسترخاء و الرضا النفسي و كذلك إشباع الميول و حاجات الفرد النفسية مما يحقق له التوازن النفسي. (2)
1-6-7- تسمى بالمرونة.
1-6-8- التجديد.
1-6-9- نشاط بناء.
1-6-10- جاد و غرضه في ذاته.
1-6-11- يمارسه كل الأجناس و الألوان و الأديان.
1-6-12- متنوع و أشكاله متعددة. (1)
الإحساس بالسعادة يعتبر الدافع الرئيسي وراء ممارسة النشاط البدني الرياضي الترفيهي وليس المكسب المادي.
1-7- أهداف النشاط البدني الرياضي الترفيهي:
إن المحور الأساسي للترويح هو السعادة فهناك بعض الأحاسيس و المشاعر التي يكتسبها الفرد من خلال ممارسته للنشاط البدني الرياضي الترفيهي تتمثل في الإخاء والانجاز و الابتكار و الإبداع، و الشعور بالغبطة لما يتمتع به الفرد من قدرات بدنية وعقلية و عاطفية، و تذوق الجمال و الاسترخاء و السعادة عند خدمة الآخرين و على أساس ما ذكرنا، تتعدد أهداف النشاط البدني الترفيهي:
1. الشعور بالسعادة عند الابتكار و الإبداع.
2. الشعور بالسعادة عند الانتماء و الشعور بالألفة و الأخوة و الصداقة.
3. الشعور بالسعادة عند المخاطرة و ممارسة خبرات جديدة.
4. الشعور بالسعادة عند الانجاز.
5. الشعور بالسعادة عند التمتع بصحة جيدة.
6. الشعور بالسعادة عند استخدام القدرات العقلية.
7. الشعور بالسعادة عند ممارسة خبرات عاطفية.
8. الشعور بالسعادة عند التمتع بالجمال.
9. الشعور بالسعادة عند مساعدة الغير.
10. الشعور بالسعادة عند الاسترخاء. (2)
- في حين يرى كل من الدكتور كمال درويش و الدكتور محمد محمد الحماحمي أن أهمية الترويح تحدد في العناصر التالية:
1. تنمية و تطوير الشخصية الإنسانية المتكاملة.
2. اكتشاف الحياة بمنظور التفاؤل.
3. إثراء الحياة الفردية و الحياة الأسرية.
4. تحقيق السعادة و الحرية للفرد.
5. إشباع الحاجات الإنسانية المرتبطة بوقت الفراغ.
6. تجديد نشاط و حيوية الفرد.
7. إشباع الميول و الدوافع المرتبطة بالترويح.
8. الحد أو التخلص من القلق و الاكتئاب النفسي.
9. تقدير و تحقيق الذات و التعبير الذات.
10. تنمية المفهوم الايجابي للذات.
11. تحقيق التوازن النفسي.
12. البعد عن روتين الحياة.
13. التأمل.
14. الإبداع و الابتكار.
15. تطوير الصحة العقلية.
16. تنمية الخبرات الحياتية.
17. تنمية المواهب و القدرات.
18. تحقيق التنمية الذاتية للفرد.
19. الارتقاء بالتذوق الفني و الجمالي.
20. تكوين العلاقات الإنسانية.
21. تقدير قيمة العمل الجماعي.
22. التخلص من الضغوط و أعباء العمل.
23. زيادة القدرة على الانجاز.
24. التوازن الاجتماعي. (2)
8- مستويات المشاركة في مناشط الترويح:
يوضح "ناش Nach " مستويات المشاركة وفقا لما يلي:
8-1- المستوى الأول: و يتضمن المشاركة الابتكارية Créative participation في العديد من المناشط و التي تتيح للفرد الابتكار و الإبداع في أداءه و أهمها: التأليف، الابتكار، النماذج و التصميمات، العروض.
8-2- المستوى الثاني: و يتضمن المشاركة الايجابية و التي تتيح للفرد المشاركة الفعلية
في النشاط و تحقيق التنمية الذاتية للفرد، و من أهمها: المباريات و المسابقات الرياضية،
التمثيل المسرحي، العزف الموسيقي، الخدمات البيئية، المعسكرات، الرحلات، الرسم، لعب الشطرنج.
8-3- المستوى الثالث: و يشمل المشاركة الوجدانية EMOTIONAL و التي تسمح بالمشاركة الوجدانية للفرد من خلال الاستمتاع و تتمثل في: قراءة القصص و الروايات، مشاهدة الأفلام و المسرحيات و التمثيلات و كذا التلفزيون، و الاستماع إلى البرامج الإذاعية، الاستماع إلى الموسيقى و مشاهدة البرامج و المسابقات الرياضية، زيارة المعارض و المتاحف.
8-4- المستوى الرابع: و تتضمن المشاركة السلبية و التي تتيح للفرد ممارسة النشاط الترويحي أو الاستمتاع بها، و من ثم فان ذلك المستوى لا يرقى إلى درجة التأثير الانفعالي أو الوجداني في الفرد و من أهمها: لقاء الأقارب و الأصدقاء، التسلية و الترفيه، اللهو واستهلاك الوقت، تبادل الحديث مع الآخرين، الجلوس حول المائدة.
8-5- المستوى الخامس: يشمل المشاركة التي تلحق الأذى أو الضرر بالفرد Harmful to Self و ذلك: كالإدمان للمخدرات و للخمر، ارتكاب أفعال غير تربوية، لعب الميسر.
8-6- المستوى السادس: و يشمل المشاركة التي تلحق الأذى أو الضرر بالمجتمع Harmful to Society و ذلك: كارتكاب الجرائم، التصرف الديني، أعمال العنف. (1)
الفصل الثالث:
بعض المقاربات للأنشطة البدنية
الرياضية الترفيهية
1- بعض المقاربات للأنشطة البدنية الرياضية الترفيهية:
1-1- المقاربة النفسية للنشاط البدني الترفيهي:
ترى الدكتورة تهاني عبد السلام إن للأنشطة البدنية الرياضية الترويحية جوانب نفسية أهمها:
1- يوفر النشاط البدني الترويحي الفرص لتجربة خبرات جديدة والشعور بالاطمئنان والأهمية الذاتية.
2- يوفر الفرص لإشباع رغبة حب الاستطلاع ،والاجتماعية وتأكيد الذات، والتقليد والمحاكات ،والتعبير عن النفس.
3- يوفر الفرص لتنمية الثقة بالنفس ويقضي على الخجل ويبعث على السعادة في الوصول وتحقيق النجاح.
4- يعمل على تنمية صفات مثل الأمانة، الإخاء والتحكم في المشاعر و الريادة و التبعية، والتلقائية والشجاعة، والأصالة الطبيعية
5- يوفر أعظم الفرص للتخلص من الميول العدوانية في ظروف اجتماعية مقبولة .
6- يعمل على رفع الصحة العقلية.
7- يهيئ الفرص لعدم التمادي في أحلام اليقظة.
8- يوفر التوازن بين الاستقلالية والتبعية للممارس.
9- يعمل على تنمية النضج العاطفي لدى الممارس من خلال مواقف عديدة ومتنوعة تنشأ أثناء الممارسة.
-في حين يرى كل من د.محمد محمد الحماحمي ود.عايدة عبد العزيز تأثيرات الجوانب النفسية فيما يلي:
1- إشباع الميول والدوافع المرتبطة باللعب والهوايات مما يساهم في تحقيق الرضا النفسي للفرد عن مشاركته في النشاط البدني الترفيهي
2- تحقيق السرور والسعادة في الحياة من خلال إقبال الفرد على المشاركة في النشاط الترويحي ،مما يؤدي إلى التخلص من عناء العمل ومن أعباء الالتزامات النشاط البدني أو من التحرر من الارتباطات الأسرية أو الاجتماعية ومن ثم إحساسه بالسرور والسعادة لذلك، ولاستمتاعه بنشاطه.
3- تنمية الصحة الانفعالية للفرد وإعادة توازنه النفسي من خلال مشاركته في النشاط البدني الترويحي التي تسهم في تخلصه أو الإقلال من التوتر النفسي ومن درجة القلق وحدة الاكتئاب لديه.
4- زيادة القدرة على الانجاز واثبات الذات وذلك من خلال تحقيق النجاح في التجارب والمواقف والخبرات التي يواجهها الفرد في مواقف النشاط مما يؤدي أيضا إلى تنمية مفهوم الذات الايجابي لديه.(1)
1-2-المقارنة الاجتماعية للنشاط الرياضي الترفيهي:
ولخصتها الدكتورة تهاني عبد السلام فيما يلي:
1-يعمل على تنمية الفرد من الناحية الاجتماعية، وهناك اتجاهات كالتعاون، الصدق، والعدل، يمكن تنميتها من خلال الممارسة.
2-إن الكيان والروح الرياضية،قد تكون ناتجا لممارسة الأنشطة الترويحية
3- تتوفر فرص عديدة لتبادل الآراء ،واكتشاف رغبات جديدة وتكوين صداقات جديدة من خلال الممارسة.
4-تهيئ الفرص للممارس لأن يشعر بالاطمئنان والثقة والتوجه الذاتي
5-تهيئ الفرص للتدريب على إصدار القرار.(2)
-في حين يراها كل من الدكتور محمد محمد الحماحمي وعايدة عبد العزيز ملخصة في العناصر التالية:
1-تنمية القيم الاجتماعية المرغوبة وذلك كالتعاون واحترام القانون واحترام الغير واحترام المواعيد وخدمة الآخرين.
2-تكوين وتوطيد الصداقات من خلال المشاركة في جماعة اللعب أو جماعات الهويات مما يتيح الفرص للتعارف وللتقارب بين الأفراد وبعضها أو بين الجماعات وبعضها وتكوين وتوطيد الصداقات بينهم.
3-الشعور بالانتماء والولاء للجماعة وذلك من خلال العمل على مشاركة الجماعة في مناشطها والعمل على التعاون في تحقيق أهداف الجماعة التي ينتمي إليها الفرد،وكذلك الخطو بالقبول الاجتماعي .
4-تنمية القدرة على التفاهم مع الآخرين واحترام آرائهم وذلك من خلال المشاركة في المناشط الرياضية التي تعتمد على الجوار والاستماع وتبادل الرأي بين الأفراد،أو المناقشات بوجه عام.
5-تنمية العلاقات الإنسانية وذلك من خلال اللقاءات التي تتم في مجال أوقات الفراغ،ذلك المشاركة في إحياء العديد من المناسبات الاجتماعية والقومية،من خلال ممارسة النشاط البدني الرياضي الترفيهي.
6-التدريب على القيادة وذلك من خلال تبادل الأدوار في الجماعات والتعاون فيما بين أعضائها على أهداف الجماعات.
7-تقدير العمل الجماعي من خلال المساهمة لكل عضو في الجماعة على أداء دوره في التنظيم والتنفيذ والتعاون والنجاح في تحقيق الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها.(1)
1-3-المقارنة البدنية والفسيولوجية للأنشطة البدنية الرياضية والترفيهية:
لممارسة النشاط البدني الرياضي الترفيهي العديد من التأثرات الايجابية على النمو العضوي للفرد والتي لخصتها الدكتورة عايدة عبد العزيز مع الدكتور محمد محمد الحماحمي فيما يلي:
1- الحصول على القوام المعتدل والرشيق والبعد عن النمط البدين وذلك من خلال أداء التمرينات والمناشط البدنية وممارسة بعض الألعاب والرياضيات.
2- زيادة مرونة وكفاءة مفاضل الجسم وزيادة حجم العظام وتحسين كفاءتها ومعالجة آلام المفاصل والظهر.
3- تطوير اللياقة البدنية والمحا فضة على مستوى لائق من عناصرها وذلك كالقوة والجهد العضلي والسرعة والتوافق العصبي والعضلي ،وزيادة المقاومة الطبيعية للأمراض.
4- رفع كفاءة عمل الجهازين الدوري والتنفسي حيث يتكيف كل منهما مع متطلبات المجهود البدني مما يؤدي إلى زيادة حجم عضلة القلب وقوتها والمحافظة على المعدل الطبيعي لكل من النبض وضغط الدم والتخفيض من معدل لهما،وكذلك زيادة السعة الحيوية للفرد.
5- الإقلال من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك من خلال الوقاية من البدانة ومن ترسب الدهون على جدران الأوعية الدموية وذلك الكولسترول الضار (L.D.L) والدهون الثلاثية Triglycérides مما يقلل من فرص الإصابة بأمراض تصلب الشرايين والجلطة الدموية،وكذلك التوتر النفي والعصبي الذي يعد عاملا من العوامل المؤدية إلى الإصابة بتلك الأمراض.
6- التخلص من الطاقة الزائدة Surplus Energy عن احتياجات الفرد،مما يسهم في تحقيق الاسترخاء البدني والعصبي للجسم وتجديد نشاط وحيوية الفرد.
7- الوقاية من التعب الذهني حيث أن ممارسة مناشط الترويح تؤدي إلى التخلص من الإرهاق الذهني وتجديد نشاط وحيوية الفرد وبخاصة تلك المناشط التي تعتمد على التركيز الذهني في ممارستها.
8- زيادة قدرة الفرد على زيادة إنتاجه في العمل مما يتيح له فرصة زيادة دخله المادي ومن ثم إشباع حاجاته الأساسية وتوفير مستوى معيشي وحياة أفضل له.(1)
في حين ترى الدكتورة تهاني عبد السلام المقاربة الفيزيولوجية للنشاط البدني الرياضي الترفيهي في العناصر التالية:
1- يعمل النشاط البدني الرياضي الترفيهي على تنمية قوة وتناسق ومرونة عضلات الجسم والتوافق العضلي العصبي .
2- يعمل على رفع مستوى الحيوية، والجلد، ومقارنة التعب
3- يعمل على التخلص من الضغط العصبي وبالتالي يعمل على الراحة .
4- يعتبر من أفضل الوسائل للراحة والاسترخاء.
5- يعمل على رفع كفاءة أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الدوري والتنفسي.
6- يعمل على التخلص من الطاقة الزائدة.(2)
1-4- المقاربة التربوية للأنشطة البدنية الترفيهية:
يرى كل من الدكتور حلمي إبراهيم والدكتورة ليلى السيد فرحات هذه المقاربة في العناصر التالية:
1-4-1تعلم مهارات وسلوكيين جديدين: بالرغم أن التأكيد في النشاط البدني الترويحي بالذات ليس على المتعلم ولكن على الاستمتاع بالنشاط فان هناك مهارات جديدة تكتسب ويكمن استخدامها مستقبلا،ومن الواضح أن المهارات الجديدة تنعكس في سلوك جديد
1-4-2 تقوية الذاكرة:
هناك نقاط معينة يتعلمها الشخص أثناء نشاط الرياضي والترويحي يكون لها اثر فعال في الذاكرة ،على سبيل المثال إذا اشترك الشخص في ادوار تمثيلية فان حفظ الدور يساعد كثيرا على تقوية الذاكرة ،حيث أن الكثير من المعلومات التي تردد أثناء الإلقاء تجد مكانا في« مخازن» المخ ويتم استرجاع المعلومة من« مخزنها»في المخ عند الحاجة إليها فيما بعد الانتهاء من الدور التمثيلي وأثناء مدار الحياة العادية.
1-4-3 تعلم حقائق المعلومات:
هناك معلومات حقيقية يحتاج الشخص ،سواء عادي أو خاص إلى التمكن منها،على سبيل المثال المسافة بين نقطتين،فان المعلومة التي تتعلم هنا هي والوقت الذي تستغرقه،وتخزن هذه المعلومة في المخ لتسترجع عند الحاجة كما ذكر سابقا.(3)
1-4-4 اكتساب القيم:
إن اكتساب معلومات وخيرات عن طريق الرياضة الترفيهية يساعد الشخص على اكتساب قيم جديدة ايجابية تساعده للمضي قدما في حياته اليومية دون الخوف من الوقوع في الزلل وتكون لديه قيم وأخلاق عالية تساهم في اندماجه في المجتمع بشكل ايجابي.
1-5المقاربة الاقتصادية للنشاط البدني الرياضي الترفيهي:
يساهم النشاط البدني الرياضي الترفيهي بشكل كسر في زيادة الإنتاج والإنتاجية داخل المؤسسات الاقتصادية فقد أكدت العديد من الدراسات العلمية أن ممارسة النشاط البدني الرياضي الترفيهي تؤدي إلى مايلي:
- زيادة قدرة العاملين على زيادة الإنتاج في المؤسسات التي يعملون بها.
- الإقلال من أيام غياب العاملين عن العمل لظروف المرض.
- الإقلال من إصابات العمل لدى العاملين.
- زيادة مستوى التحصيل العلمي لدى المتعلمين.
وفي دراسة قام بها كمال درويش وآخرون (1981) أشارت النتائج إلى أن الممارسة تقلل من الإصابة بالعديد من الأمراض والتي من أهمها:
-أمراض الأسنان، أمراض العيون، فقر الدم ارتفاع ضغط الدم، زيادة نسبة الزلال في البول، دوالي الساقين.(1)
خاتمــــة:
إن مجموعة المعلومات والخبرات وكذا المهارات والقيم التي يتعلمها الفرد من مشاركته في الأنشطة البدنية الرياضية الترفيهية، تعد جزءا كبيرا يساهم في التربية العامة للفرد، كما تؤثر ايجابيا على مجموع سلوكات واتجاهات وصحة الفرد وبالتالي تحقق الحاجات الإنسانية للتعبير الخلاق عن الذات وتطور الصحة البدنية والانفعالية وكذا العقلية وتساهم بقسط كبير في التحرر من الضغوط والتوترات النفسية والعصبية في وقتنا الحالي دون أن ننسى المساهمة الفعالية في بناء الشخصية وتنمية ودعم القيم والعلاقات الإنسانية والاجتماعية.
خلاصــــة:
من خلال ما سبق نستنتج أن النشاط البدني الرياضي الترفيهي يساهم بشكل كبير في حياة الأفراد والرقي بها وجعل الفرد يحس بنوع من الرضا والسعادة التي يؤهله ليكون مواطنا صالحا ونافعا في مجتمعه ،فالنشاط البدني والرياضي الترفيهي يهتم بالفرد كموضوع ومادة ويدرسه من جوانبه العديدة من خلال المقاربات السابقة والتي استشهدنا من خلالها بآراء علماء وباحثين في مجال الترفيه والترويح بجميع أنواعه وبالتالي فالنشاط البدني والرياضي الترفيهي ،وهو اختصاص من اختصاصات التربية البدنية والرياضية ،يساهم قي بناء المكانة العلمية للتربية البدنية والرياضية ضمن العلوم الإنسانية والاجتماعية..