أساليب التدريس في دروس التربية البدنية
________________________________________
أساليب التدريس في دروس التربية البدنية
تشير العملية التدريسية إلى تنظيم وقيادة الخبرات التعليمية، تحقيقاً للغاية منها، وهي إحداث تغيير ونمو لدى الطالب. وهي مجموعة علاقات مستمرة
تنشأ بين المعلم والطالب، وهذه العلاقات تساعد الطالب على النمو واكتساب المهارات التي يراد أن تتحقق لديه. ولكي يتمكن معلم التربية البدنية
من تحقيق هذه العلاقات ينبغي عليه التعرف على العوامل التي تسهم في تحقيقها؛ ومن أبرزها التعرف على أساليب التدريس، وكيفية استخدامها
بصورة ناجحة أثناء عملية التدريس.
ولابد لنا أن نفرق بين أساليب التدريس وطرقه؛ حيث يعرف التربويون أساليب التدريس بأنها: الكيفية التي تنظم بها المعلومات والمواقف والخبرات
التربوية التي تقدم للطالب وتعرض عليه ويعيشها لتتحقق لديه أهداف الدرس. أما طرق التدريس فتعرف بأنها: الكيفية التي يتم من خلالها تدريس
المهارات الحركية أثناء تطبيق أسلوب تدريسي معين. وقد تمت الإشارة إلى هذه الطرق في الفصل الثالث تحت موضوع التعلم الحركي.
ولا يوجد أسلوب تدريسي مثالي، حيث يمكن تحقيق أهداف الدرس بأكثر من أسلوب، ومعلم التربية البدنية هو الذي يحدد الأسلوب المناسب أثناء
التدريس، وأي الأساليب يحقق نتائج أفضل من غيره. ويعتمد اختيار هذه الأساليب على مجموعة عوامل أهمها ما يلي:1 - طبيعة أهداف الدرس.
2 - طبيعة محتوى الدرس.
3 - عمر الطالب وخبراته السابقة، ومستواه العقلي والبدني.
4 - قدرات المعلم واستعداداته في تنفيذ الدروس.
5 - الزمن المتاح والإمكانات المتوافرة.
وتقسيم أساليب تدريس التربية البدنية إلى نوعين رئيسين هما:
أ - الأساليب المباشرة .
ب - الأساليب غير مباشرة.
وسوف نتناول كل نوع بشيء من التوضيح في ما يلي:
أ ) الأساليب المباشرة:
وتتضمن الأساليب التدريسية الآتية:
1- الأسلوب المباشر(التعليمات والأوامر):
أهداف الأسلوب:
يهدف هذا الأسلوب إلى أن يحقق الطالب أهدافًا منها، أن:
يستجيب مباشرة للمثير.
يؤدي مع باقي الطلاب المهارة في وقت واحد.
يتقيد بالنموذج المعروض.
يحس بروح الجماعة يستخدم الوقت بكفاية عالية.
يراعي عوامل الأمن والسلامة.
يعد هذا الأسلوب هو الأسلوب التقليدي من أساليب الطريقة التدريسية المباشرة، ويعتمد هذا الأسلوب فى المقام الأول على المعلم؛ إذ يقع على عاتقه
اتخاذ جميع القرارات في هذا الأسلوب فهو يقرر ماذا يجب عمله؟ وكيف ينفذ؟، وعليه أيضا مراقبة التنظيم وتوقع النتيجة المطلوبة، ويظهر في هذا الأسلوب
العلاقة المباشرة بين تنبيهات المعلم واستجابات الطالب، فكل استجابة من الطالب يجب أن تسبقها إشارة الأمر من المعلم، كما يتعلم الطلاب في هذا
الأسلوب بالتقليد المتكرر، ويؤدي كل أفراد المجموعة عملاً متماثلاً، وأقصى هدف للأداء هو أداء العمل مطابقاً للنموذج المقدم، وبذلك يكون التعلم
عن طريق الاسترجاع المباشر، والأداء المتكرر. واستخدام هذا الأسلوب فى التدريس يقلل من الاهتمام بالفروق الفردية.
2-الأسلوب التدريبي:
أهداف الأسلوب:
يهدف هذا الأسلوب بشكل عام إلى توفير أقصى وقت من الحصة لتطبيق المهارات ، كما يهدف إلى أن يحقق الطالب أهدافًا منها ، أن :
يمارس الأداء المطلوب حسب شرحه من المعلم ، والاقتراب من الأداء الصحيح قدر الإمكان.
التعرف بالخبرة أن الأداء الكفء مرتبط بتكرار العمل ، والوقت ، وبالمعلومات عن الأداء ، وأن هذه المعلومات يمكن الحصول عليها من التغذية
الراجعة الفورية التي يوفرها المعلم .
يتعود اتخاذ القرارات بشكل يلائم تعلم الأداء .
يدخل في خبرة علاقة جديدة مع المعلم ، من خلال توقع التغذية الراجعة الخاصة به.
يتقبل الأداء الصحيح دون إجراء مقارنة دائمة مع الآخرين .
يتحمل المسؤولية عن توالي القرارات ، واحترام دور الطلاب الآخرين وقراراتهم.
يسمح هذا الأسلوب للطلاب بالاستقلالية. ويعد بداية لعملية تحمل المسئولية، واتخاذ القرار من قبل الطالب. وعلى المعلم أن يعطي الفرصة للطالب
ليتعلم كيف يتخذ القرار، فالمعلم يجب عليه ألا يعطي أوامر لكل حركة أو عمل أو نشاط يقوم به الطالب، ولكن تترك عملية التنفيذ للطالب، وبذلك
يمكن إيجاد علاقات جديدة بين المعلم والطالب، وبين الطالب والأعمال التي يؤديها، وبين الطلاب أنفسهم. وقبل البدء فى استخدام هذا الأسلوب يجب
أن يشرح المعلم كيفية التنفيذ للطالب وكيف يمكنه اتخاذ القرارات، وخاصة عند استخدامه هذا الأسلوب لأول مرة؛ لذا يجب أن يعرف الطالب أنه
هو المسئول عن اختيار المكان الذى سوف يؤدي فيه العمل وأنه سوف يقوم باختيار التوقيت والإيقاع الحركي للأداء بمفرده، وعليه أيضا تحديد موعد
بدء العمل وكذلك موعد الانتهاء منه، والزمن الكافي لتعلم المهارة، وأيضا الانتظار وتسلسل الأعمال.
3-الأسلوب التبادلي ( العمل الزوجي ):
أهداف الأسلوب:
يمكن تقسيم أهداف هذا الأسلوب إلى مجموعتين : الأولى مرتبطة بالموضوع الدراسي ، والمجموع الثانية مرتبطة بدور الطلاب.
1 -الأهداف المرتبطة بالموضوع الدراسي :
إتاحة الفرصة المتكررة لممارسة العمل مع زميل ملاحظ .
ممارسة العمل تحت ظروف الحصول المباشر على التغذية الراجعة من الزميل .
ممارسة العمل دون أن يقدم المعلم التغذية الراجعة أو معرفة متى يصحح الأخطاء.
يكون الطالب قادرًا على مناقشة جوانب فنية متعلقة بأداء الفعالية مع الزميل .
تصور الأجزاء وفهمها وتعاقبها في أثناء العمل .
2 -الأهداف المرتبطة بدور الطلاب:
الانشغال في عملية اجتماعية تناسب الأسلوب ، من خلال إعطاء تغذية راجعة واستقبالها من الزميل وبمقارنة الأداء بالمعيار ، واستخلاص
استنتاجات ، وتوصيل النتائج للزميل .
تنمية الصبر والتسامح والاحترام المطلوب للنجاح في هذه العملية .
ممارسة كيفية إعطاء التغذية الراجعة الصحيحة إدراك تنمية العلاقات الاجتماعية خارج نطاق الدوام المدرسي .
يعطي هذا الأسلوب للطالب دوراً رئيساً في العملية التدريسية، وهو قائم على التغذية الراجعة من جانب الزميل لتصحيح الأداء الحركي، وفي هذا
الأسلوب يقوم المعلم بتقسيم الطلاب في الفصل الواحد إلى أزواج للعمل معاً بالتبادل، فأحدهما يؤدي والآخر يلاحظ، ويكون دور الملاحظ هو
تقديم تغذية راجعة الهدف منها إعطاء معلومات للطالب المؤدي عن أدائه، ومساعدته في تحديد متى يمكن إنجاز العمل وهل تم إنجازه أم لا، وبمجرد
أن ينتهي الطالب من أداء العمل المكلف به يطلب من المعلم ملاحظته وهو يؤدى حتى يسجل النتيجة فى بطاقته، ثم يتقدم بعد ذلك للعمل التالي،
وبهذه الطريقة يمكن لكل طالب أن يتقدم بالسرعة التى تسمح بها قدراته. ويشترط لنجاح هذا الأسلوب أن يعد المعلم مسبقاً بطاقة يدون فيها
وصفاً خاصاً للمهارة التي سوف يتم تعلمها كما يدون فيها نقاط الملاحظة والتغذية الراجعة اللازمة لها، وأيضاً الرسوم التوضيحية أو صور المهارة،
وتعطى هذه البطاقة للطالب الملاحظ حتى يتمكن من إمداد الطالب المؤدي بالمعلومات عن أداءه بالدقة المطلوبة.
4-أسلوب التطبيق الذاتي:
أهداف الأسلوب:
1 -الأهداف المرتبطة بالموضوع الدراسي:
تنمية الوعي والتصور الحس حركي للمهمة الحركية .
تنمية تعلم التقويم الذاتي ، بحيث يؤديه الطالب وينفذه ويقيمه بناءً على محك مرجعي مكتوب ومحدد .
2 - الأهداف المرتبطة بدور الطالب:
الاعتماد على النفس في التغذية الراجعة ، وعدم الاعتماد على مصدر خارجي .
استخدام البطاقة المرجعية محكًا محددًا للأداء ليحسن الطالب من أدائه نتيجة الممارسة والتكرار .
التحلي بالأمانة والموضوعية ، إضافة إلى الصبر والتحمل .
تقبل الأخطاء في حدود القدرات .
مواصلة العملية الفردية باتخاذ القرارات عن التنفيذ والتغذية الراجعة المحولة إلى الطالب.
وفي هذا الأسلوب يأتي التدريس عن طريق نشاط الطالب نفسه وتفاعله مع الموقف التدريسي، ويكون الطالب أكثر تحملاً لمسئولية تعلمه ويفضل
أن يكون الطالب قد تدرب على الأسلوب التدريبي والأسلوب التبادلي حتى يستطيع استخدام بطاقة الأداء، وهذا الأسلوب يصلح مع الطلاب
ذوي الخبرات الجيدة، فلا يصلح استخدامه مع الطلاب قليلي الخبرة كطلاب المرحلة الابتدائية الأولية، حيث ينبغي من الطالب في هذا الأسلوب
اتخاذ القرارات بالتغذية الراجعة وقرارات التنفيذ وقرارات التقويم. ويعد أسلوب التدريس الذاتي امتداداً للأسلوبين السابقين وفيها يكتسب الطلاب
القدرة على تقويم أنفسهم، وبذلك يصبحوا أكثر اعتماداً على أنفسهم فى معرفة ما يجب وما لا يجب أن ينجز عند أداء العمل، وكذلك يكون الطلاب
قادرين على أن يخوضوا عمليات المقارنة والمضاهاة بين أداءهم وبطاقة الأداء، كما أن كل متعلم يستطيع أن يؤدي عمله بالسرعة والإيقاع المناسبين له.
5- أسلوب التدريس الشامل (متعدد المستويات):
أهداف الأسلوب:
توفير مستويات متعددة للأداء لعمل واحد.
مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من خلال توفير الفرص للطلاب محدودي القدرات، والطلاب الممتازين.
من منطلق وجود فروق فردية بين الطلاب داخل إطار المجموعة؛ لذا يجب إلا يخضع جميع الطلاب لمعدل واحد فى التعلم حيث إنه من غير الممكن أن
نجد جميع الطلاب قد وصلوا لمستوى واحد من التحصيل فى نشاط معين في نفس الوقت، وعلى هذا ينبغي على المعلم أن يستخدم إجراءات تتضمن
توفير أنواع عديدة للأنشطة التعليمية يدخل فى نطاقها موضوعات متنوعة للتعلم، ومداخل متنوعة لتعلم الموضوع، ويقسم الطلاب إلى جماعات
للتعلم على أساس قدراتهم؛ ولذا تستخدم بشكل واسع اختبارات وأساليب التشخيص وخبرات الاستكشاف، التي تفصح عن اختلافات الأفراد،
كما يصنف العمل مع الفصل بوسائل متعددة كعدم توحيد الواجبات، ولابد من توفير الفرص للتنوع لطرفي النقيض ( أى محدودي القدرة،
والممتازين )، فتعطى عناية للممتازين، كما تعطى عناية لمحدودي القدرة، وبهذا نجد أن هذا الأسلوب يوفر مستويات متعددة للأداء لنفس العمل.
وتكمن أهمية هذا الأسلوب فى الاهتمام بالفروق الفردية بين الطلاب، وإتاحة فرص الممارسة حسب مستوى قدرة الطالب، وإيجاد فرص الاختيار
بين مستويات البدائل فى العمل الواحد.
ب) الأساليب غير المباشرة:
تعد الأساليب غير المباشرة أفضل من الأساليب المباشرة في تغير اتجاهات الطلاب وسلوكياتهم، ويتفاوت المعلمون في قدراتهم على استخدام الأساليب
غير المباشرة فى التدريس، حيث إن المعلم الذي يستخدم الأساليب غير المباشرة فى حاجة إلى سرعة البديهة والقدرة على متابعة النقاش دون أن
يفقد المسار الأساس له أو يفقد الصبر تجاه تعقيدات الموضوع. كما يحتاج إلى القدرة في مساعدة الطلاب على تجميع النقاط المتناثرة بعضها مع
بعض بطريقة تخدم الموضوعات المطروحة للنقاش.
وتعتمد الأساليب غير المباشرة على الاستكشاف وحل المشكلات، فمن خلاله يسعى الطلاب إلى البحث عن الحلول بدلاً من أن يأخذوها عن
طريق المعلم، كذلك تثبيت التعلم ونقله الذي يعنى القدرة على استخدام ما تم تعلمه في الحصول على معارف ومهارات جديدة.
ويتأثر استخدام الأساليب غير المباشرة فى التدريس بثقافة وخبرة المعلم؛ لذا يجب عند استخدام هذه الطريقة أن تحدد الأهداف التعليمية بوضوح
وأن يؤخذ فى الاعتبار المعارف والخبرات التى يمكن أن يسهم الطلاب فيها أثناء عملية التدريس.
وتوفر الأساليب غير المباشرة للطالب الحرية والمسئولية فى تحديد أهدافه واختيار المحتوى، والعمل بالمحتوى بطريقته الخاصة، وبالسرعة التي تتناسب مع
قدراته، وتقويم ذاته، واختيار المصادر التى يمكن الاستعانة بها بما فى ذلك الأفراد والوسائل المتوافرة له، كما نجد أن الأساليب غير المباشرة فى
التدريس تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وينشغل بعمليات فكرية أكثر تعقيداً من مجرد التذكر والاسترجاع. وتعتمد هذه الطريقة على
استثارة الطالب؛ مما يدفعه إلى التفكير والبحث والمقارنة والاستنباط والتجريب، ويمكن أن يكون المثير هو موقف أو مشكلة تحتاج إلى حل،
فالمشكلة أو الحاجة إلى حل تنشئ السؤال فى ذهن الطالب حيث لا يستطيع الإجابة عليه بمجرد التذكر ولكن الأمر يستلزم البحث إلى أن يصل
إلى إجابة. كما تعد هذه الطريقة وسيلة لتنمية التفكير المنظم لدى الطلاب، كما أن استخدامها يساعد على تنمية الابتكار وتنمية مفهوم الذات
لدى الطالب.
وفيما يلي عرض للأساليب غير المباشرة في التدريس:
1-أسلوب الاكتشاف الموجه:
أهداف الأسلوب:
يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق أهداف منها :
جعل الطالب في عميلة استكشاف معينة ( عملية تقريب ).
تنمية علاقة صحيحة بين استجابة الطالب المكتشفة والمثير ( السؤال ) الذي يقدمه المعلم.
تنمية مهارات اكتشاف متعاقبة ، تؤدي منطقيًا إلى اكتشاف المفهوم أو الحركة .
ترسيخ عادة الصبر لدى كل من المعلم والطالب ، وهي ضرورية لعملية الاكتشاف.
جرت العادة أن يتبع معلمو التربية البدنية الأساليب المباشرة في التدريس والتي كان التركيز فيها على النداءات، أما الآن فإن المربين المعاصرين يؤكدون
على أن الطالب يجب أن يتعلم عن طريق البحث والاستكشاف، وهذا يتم عن طريق طرح المعلم سؤال معين ثم يتيح الفرصة لدى الطلاب في إيجاد
طرق مختلفة لحل هذا السؤال واكتشاف الحل أو الحلول المناسبة؛ فكل سؤال من المعلم يحدث استجابة واحدة صحيحة يكتشفها الطالب، وتتابع
الأسئلة من المعلم فى موضوع معين ليقوم الطالب باكتشاف الحركة أو المفهوم المطلوب. وفى أسلوب التدريس بالاستكشاف يقوم المعلم بتصميم
الأسئلة فى صورة متعاقبة، ويحاول الطالب عن طريق الإجابة على هذه الأسئلة أن يصل إلى الموضوع الذي أختاره المعلم، ويجب على المعلم أن
يتحقق مع إجابة الطالب عن كل سؤال، كما يجب عليه إعطاء التغذية الراجعة الفردية لكل طالب على حدة، ثم الانتقال إلى السؤال التالي، وعندما
يقرر المعلم استخدام أسلوب التدريس بالاستكشاف فإن عليه أن يعرف أنه سيواجه استجابات متشعبة كثيرة من الطلاب عن السؤال الواحد؛ لذلك
يجب أن يكون مستعداً بسؤال آخر يؤدي إلى استجابة واحدة. ويجب على المعلم إلا يعطي للطالب الإجابة نهائياً، ولكن ينتظر استجابته، وعليه
إعطاءه وقتاً مناسباً لكي ينشغل في عملية البحث عن الحل، وعليه كذلك أن يكون صبورا ولا يتعجل استجابة الطالب، فإذا أتى الطالب بالاستجابة
الصحيحة فيجب على المعلم أن يشير إلى ذلك بكلمة ( صح ) أو كلمة (أحسنت) ..إلخ من كلمات التعزيز المناسبة، وهذا في حد ذاته يعد تعزيزاً
إيجابياً وتغذية راجعة إيجابية عند تعلمه؛ مما يدفع الطالب إلى مزيد من البحث والاستمرار فى العمل. أما إذا كانت إجابة الطالب غير صحيحة فيجب
أن يقدم المعلم سؤالاً آخراً يمثل خطوة صغيرة تساعد الطالب، وهكذا يستمر المعلم إلى أن يصل الطالب إلى المفهوم أو الحركة المطلوبة.
2-أسلوب حل المشكلات :
أهداف الأسلوب:
تربية عمليات التفكير الإيجابي لدى الطالب من خلال إشراكه في حل مشكلات ذات معنى.
إكساب الطالب الثقة بالنفس من خلال التوصل إلى حلل سليم للمشكلات التي تعترضه.
تتحقق إيجابية الطالب من خلال إشراكه في حل مشكلات ذات معنى، ويتم ذلك بإعطائه دوراً نشطاً في عملية التعلم لإكسابه خبرات تربوية ذات
تأثير مرغوب في سلوكه. ويتعلم الطلاب في التربية البدنية - عن طريق الخبرات المخططة لحل المشكلة الحركية – كيفية السيطرة على كثير من
الحركات التي يتحرك بها جسمه، حيث يشكل حركته في حدود المشكلة بطرق ذات معنى تؤدي إلى إشباع رغبته في الاستخدام الناجح لجسمه،
وتحسين ثقته بنفسه.
ويتدرج المعلم في تصميم المشكلة الحركية المناسبة للمهارات من تصميم المشكلة الواحدة إلى تصميم سلسلة من المشكلات كما يأتي:
تصميم المشكلة الواحدة: تحديد السؤال الخاص الذي يعمل على انطلاق العملية، وهو الأساس في حل المشكلة، ويتمثل تطبيق هذا الأسلوب فيما يأتي:
•المثيـر: ويكون على شكل سؤال، أو مشكلة، أو موقف، يوصل الطالب إلى حالة من عدم الانسجام الفكري، وتظهر حاجته إلى البحث
عن حل المشكلة باستجابات متشعبة.
•الوسيط: الانشغال في عملية فكرية للبحث عن حلول للمشكلة.
•الاستجابة: الاستجابة الحركية للتعبير عن الأفكار.
فيمكن أن تحدث الخبرة الأولى في تعليم مفهوم الدحرجة الأمامية في الجمباز بطرح السؤال الآتي: ما الاحتمالات لدحرجة الجسم؟ وعملياً فقد مارس كل طالب بعض الدحرجات في الملعب أو في صالة اللعب، ومن المتوقع أن يؤدي بعض الطلاب
الدحرجات المختلفة في تتابع سريع، ويحتاج البعض الآخر وقتاً أكثر لأداء الدحرجات، والجانب المهم في السؤال هو جعل الطالب يقرر ما الدحرجات
الأربع التي تؤدى، ثم يتقدم الطالب إلى أبعد من ذلك بالاستجابة إلى المثير الثاني وهو: عملك هو تصميم خمس دحرجات أخرى.
ويلاحظ المعلم محاولات الطلاب في اكتشاف البدائل باسترجاع خبراتهم السابقة في تصميم دحرجات جديدة وأدائها، ويعني هذا البدء ف
ي الإنتاج المتشعب في العملية الفكرية لحل المشكلة، كما يلاحظ المعلم حالة عدم الانسجام الفكري عند الطلاب من خلال توقفهم للبحث
عن دحرجات جديدة، ثم محاولة أدائها.
تصميم سلسلة من المشكلات: يحتاج الطالب إلى خطة أكثر نظامية لإيجاد الحلول لمشكلات متصلة ببعضها، وللمعلم خياران على الأقل في تصميم هذه المشكلات:
الخيار الأول : يحدد المعلم الجوانب المتعددة للنشاط ثم يصمم مشكلة داخل كل جانب، ويمكن التركيز في تعليم مفهوم الدحرجة على اكتشاف
بدائل للدحرجة أماماً، ثم للدحرجة خلفاً، ثم للدحرجة جانباً.
ويتم اكتشاف البدائل لكل جانب نتيجة تصميم مشكلة مصممة لهدف معين، ويمكن أن تقدم المشكلات إلى الطلاب واحدة تلو
الأخرى، أو تعلن كمجموعة من الأعمال المتعاقبة والمترابطة منطقياً، ويتابع الطالب بدوره الحل البديل لكل مشكلة، مستعيناً بسرعته
الشخصية الفكرية والبدنية، ويشغل حل المشكلات الطالب فترة طويلة من الزمن.
الخيار الثاني : تصميم فقرات لفظية مع عدد من المشكلات، فتتعاقب الأسئلة في تعليم مفهوم الدحرجة على النحو التالي:
ما الإمكانات اللازمة لدحرجة الجسم؟
ما الإمكانات للدحرجة أماماً مع الأوضاع المختلفة للرجلين؟
ويمكن أن تستمر هذه العملية لعدد من الفقرات اللفظية، يطرح المعلم مشكلات تركز على متغيرات إضافية متصلة بالمتغير السابق. وتكون
النتيجة للطالب اكتشاف الكثير من الحركات داخل موضوع دراسي معين.